وما انفتاح ثقافات الشعوب على بعضها البعض سوى دليل على مدى اهتمام وحرص المجتمعات على الدور الذي يلعبه التمازج والتفاعل بين مختلف الثقافات في بناء وتنمية المجتمع والنهوض به، علما بأن التمازج الثقافي لا يُلغي قيمة وأهمية الجذور الثقافية لكل مجتمع، كما لا يمكن أن يلهي التلاقح الثقافي عن الأصول والمبادئ الخاصة بكل مجتمع.
وكثيرا ما نقل الأدب بعض الخاملين إلى دائرة الفعل، والإنتاجية. وبذلك يبرز دوره في توجيه الجماهير، وتنمية الأذواق. ولنا أن نتساءل عن المعين الذي يستقي منه قادة الرأي أفكارهم، وعن المنبع الثَّرِّ الذي يرتوي منه رواد الإصلاح، ويستلهمون رؤاهم، وعن المعين الذي يزود رواد التغيير بالطاقة، والحيوية في كل زمان ومكان.
والذي نَفْسُهُ بِغَيْرِ جَمَالٍ لَا يَرَى فِي الْوُجُودِ شَيْئًا جَمِيلَا.
لعل من أهم وأحسن الأشياء للتحقق من مدى حاجة المجتمعات المختلفة للثقافة هو اختلاف تعريفات ومفاهيم الثقافة والإنشاء والتنمية.
يشير ذلك التعريف إلى عدد من الأفكار والآراء التي لدى الأشخاص حول ثقافتهم، كما تضم: المعتقدات والأخلاق العامة وأيضًا القيم والشركات والهيئات المتفاعلة معها.
تحليل السلوك الثقافي يمكننا من فهم أسباب الاختلافات الثقافية في السلوك والتفاعل الاجتماعي.
تحدد العوامل الاجتماعية أيضًا التوجهات والمعتقدات الثقافية التي الامارات تؤثر على نفسية الفرد.
- تلعب الشخصيات الإبداعية دورًا في إعادة تشكيل الفنون، والأدب، والموسيقى، مما يؤدي إلى تحديث الهوية الثقافية للمجتمع.
في العصر الحديث، أصبحت هذه العلاقة أكثر تعقيدًا نتيجة العولمة، والتكنولوجيا، والتحولات الاجتماعية التي أدت إلى تغيرات في أنماط التفكير والقيم الثقافية. فبينما ساعدت هذه التطورات في تعزيز الانفتاح الثقافي وتطوير الشخصيات نحو مزيد من المرونة والابتكار، فقد أدت أيضًا إلى تحديات تتعلق بضعف الهوية الثقافية، والتغير السريع في القيم الاجتماعية، وتزايد النزعة الفردية على حساب القيم الجماعية.
يعرف “بيير بورديو” الرأسمال الثقافي بأنه«مجمل المؤهلات الفكرية، والثقافية، والقدرات والمهارات الموروثة من المحيط الأسري. ويتجسد في ثلاث حالات: الحالة الأولى نور الامارات على شكل ذاتي، ويتخذ شكل تنظيم دائم من المؤهلات، والمقتضيات مثل القدرة على التعبير، ومواجهة الجمهور. الحالة الثانية على شكل موضوعي؛ كالأشياء المرتبطة بالثقافة؛ كالكتب والموسوعات، والمؤلفات، والرسومات الفنية.
يبدو لنا من خلال هذه التعاريف جملة من الملاحظات حول العلاقة بين الثقافة والعناصر ذات الصلة بها:
- أسهمت التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، في تغيير طبيعة الحياة اليومية، مما أثر على التفاعل الاجتماعي وشكل أنماطًا جديدة من الشخصيات المتكيفة مع الواقع الرقمي.
- في بعض الحالات، أدى الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى تراجع التفاعل الإنساني التقليدي، مما أثر على أنماط الشخصية والسلوك الاجتماعي.
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا